انتقائية الطعام عند الأطفال
انتقائية الطعام عند الأطفال
موضوعنا اليوم عن أحد أكثر السلوكيات شيوعاً عند الأطفال والتي تشكل في معظم الأحيان تحدٍ كبير للأهل، ألا و هو الانتقائية في الطعام!
خلال أول سنة ينمو أطفالنا الرضع نمواً سريعاً حيث يتضاعف وزنهم عادةً ثلاث مرات، بينما بعد السنة الأولى يميل معدل نموهم وشهيتهم إلى التباطؤ.
يبدأ أطفالنا الصغار بتطوير تفضيلاتهم الغذائية، وهي بالمناسبة عملية متقلبة بتقلب مزاجهم.
فالطعام المفضل له اليوم قد يرفضه رفضاً قاطعاً في اليوم التالي و الطعام الذي لا يطيقه قد يصبح الطعام الذي لن يرضى أن يأكل غيره!
أحياناً قد تمر أسابيع ولا يقبل صغيرك أن يأكل سوى صنف أو صنفين من أطعمته المفضلة، مثل طفلي الذي يعيش حالياً على الأرز فقط ولا يقبل أن يأكل أي شيء غيره.
لذا حاولي ألا يصيبك سلوك طفلك هذا بالإحباط، لأنه سلوك طبيعي يمر به كل الأطفال في هذه الفئة العمرية، بل قومي بإتاحة خيارات الطعام الصحية له دوماً وكوني متأكدة أنه مع الوقت ستتحسن شهية طفلك للطعام و سلوكياته الغذائية.
في هذا المقال جمعت لك أكثر 10 نصائح مفيدة كي تساعدك في تجاوز مرحلة الانتقائية في تناول الطعام:
- روتين الأسرة. من المهم مشاركة وجباتكم معاً كعائلة مع طفلكم على قدر ما تستطيعون وتجنبّ وجود الوسائل المشتتة لانتباهه مثل التلفزيون أو الهواتف المحمولة أثناء تناول الطعام، كي تخلقي عند طفلك عادات أكل صحية.
قومي بإعداد أكلة واحدة لجميع أفراد الأسرة، وحتى لو رفضها طفلك لا تعدّي له أكلة بديلة لها، لأنك بهذا التصرف ستنمين عنده عادة الانتقائية في الطعام أكثر، كي تساعديه على تقبل الطعام، حاولي أن تتضمن الوجبة صنف واحد على الأقل يحبه ويفضله، ليتشجع على الأكل أكثر، و استمري دوماً في تقديم وجبة متوازنة له سواء قَبِل أن يأكل أم لا.
- لا ترغميه على الأكل. عند رفض طفلك لطعام ما، تقبلي رغبته ولا تشغلي بالك بالموضوع كثيراً، لأنه يجب على الأطفال أن يتعلموا الاستماع لأجسادهم و استخدام علامة الجوع كدليل دوماً. فعلى سبيل المثال إذا تناول طفلك وجبة فطور أو غداء كبيرة، قد يصبح غير مهتم بتناول المزيد من الطعام بقية اليوم.
في النهاية تقع على عاتق الوالدين مسؤولية توفير وجبة طعام، ويقرر الطفل إذا كان سيتناولها أم لا، يمكن أن يؤدي الضغط على الأطفال لتناول الطعام، أو معاقبتهم في حال لم يأكلوا، إلى جعلهم يكرهون أصنافاً من الأطعمة كانوا سيحبونها بمفردهم لو لم يتم الضغط عليهم.
- تجنبي رشوة طفلك. أعلم أنه تسهّل الرشوة أحياناً إرضاء أطفالنا وتقبلهم للطعام، لكن لا ترش طفلك بحلويات أو أشياء أخرى كي ينهي وجبته، لأن هذا سيعزز في عقله أن طعام الجائزة هو الطعام المحبب والأكثر شهية، و الطعام الذي تطلبين منه إنهائه أو تذوقه حتى، هو طعام غير لذيذ ونأكله فقط للحصول بعدها على الطعام المرغوب.
- استمري بالمحاولة دوماً. لا تستلمي لمجرد أن طفلك قد رفض الطعام الذي قدمتيه له مرةً، بل استمري في تقديم أطعمة جديدة له و كذلك أعيدي تقديم الأطعمة التي رفضها سابقاً، لأنه من الممكن أن يتقبلها ويحبها في النهاية!
أحياناً يتطلب تقبل طعام ما عند الأطفال أن يتذوقوه لحد ال 10 مرات، حتى تتقبله براعمهم الذوقية.
الالتزام بمواعيد محددة للوجبات والتخفيف من السناكات، يمكن أن يضمن لك جوع طفلك وبالتالي نسبة تقبله للطعام الجديد المقدم له ستكون أعلى.
- نوّعي الطعام والبهارات. قدمي لطفلك جميع أنواع الأطعمة الصحية مثل الخضار والفواكه ولا تنسي الأطعمة الغنية بالبروتين مثل اللحوم والأسماك (يكون أفضل لسلامة طفلك أن تكون منزوعة العظم طبعاً) على الأقل مرتين في الأسبوع.
أعطِ طفلك فرصة استكشاف القوام المختلف للأطعمة والنكهات المتنوعة وذلك بإضافة أعشاب وتوابل مختلفة إلى وجبات بسيطة لجعل طعمها ألذ وأكثر شهية.
ولا تنسي من أجل تقليل الهدر، أن تقدمي الأطعمة الجديدة لطفلك بكميات صغيرة، ثم انتظري أسبوعاً على الأقل قبل تقديم الطعام نفسه مرة أخرى.
- اجعلي الطعام ممتعاً. يحب الأطفال الصغار تجربة الأطباق المرتبة بطرق إبداعية لافتة للنظر فكما يقول المَثل العين بتاكل قبل التمّ ، لذلك حاولي أن تثيري فضول طفلك من خلال تقديم الطعام على أشكال ملونة ومألوفة له، كذلك من الأشياء التي يستمتع بها الصغار و ترغّبهم في الأكل أكثر هي الأطعمة التي تتضمن تغميس! اصنعي له صلصات مثل الكاتشب المنزلي أو الحمص المطحون أو المتبّلات بمختلف أنواعها.
الأطعمة التي تكون على شكل أصابع يفضّلونها الأطفال الصغار جداً، لأنها أسهل للأكل بالنسبة لهم ، لذلك قومي بتقطيع الأطعمة الصلبة إلى قطع صغيرة يمكن أكلها بسهولة مع التأكد من الحجم المناسب للقطع لتجنب خطر الاختناق.
- دعي طفلك يشارك في تحضير الوجبات. الأطفال في هذه المرحلة العمرية تبدأ شخصياتهم بالتبلور و تتزايد لديهم الرغبة بفرض آرائهم، اعتبري هذه ميزة واستغليها من خلال السماح له باختيار الفاكهة والخضراوات أثناء شراءها، أو تصفحا معاً وصفات للطبخ مع صور الأكلات، و دعيه هو يختار ماذا ستكون وجبة العشاء.
- اسمحي للشيف الصغير بمساعدتك. بعض مهام الطبخ تكون بسيطة ومناسبة لإشراك أطفالنا والسماح لهم بمساعدتنا (تحت إشرافنا طبعاً)، مثل غربلة الطحين، التقليب والتحريك، قطف الأعشاب الطازجة من الحديقة، عدّ المكونات، و من أكثر المهام التي يستمتع بها طفلي هي عجن العجين وفرده، يمكنك تجريب ذلك مع طفلك والسماح له بتشكيل العجين، سيستمتع بذلك بالتأكيد! وجربي إضافة ملون طعام للعجين لمزيد من المرح، سيشبع ذلك فضوله أكثر وأكثر.
- طبقي مبدأ الجسور الغذائية. عند قبول طفلك لطعام معين، استخدمي ما يطلق عليه أخصائيو التغذية بـالجسور الغذائية، ويعني ذلك إضافة أطعمة أخرى شبيهة باللون والطعم والملمس من أجل زيادة التنوع في غذاء طفلك، فمثلاً إن كان طفلك يحب البطاطا الحلوة المهروسة، يمكنك إعطاءه الجزر المهروس.
- اعرفي خلطات الطعام المفضلة لطفلك. حاولي تقديم الأطعمة الجديدة أو الأطعمة التي يميل الصغار إلى كرهها في البداية، مثل التي تكون طعمتها حامضة أو مريرة، مع الأطعمة التي يحبها طفلك و يفضلها عادةً كالأطعمة الحلوة والمالحة، على سبيل المثال خليط البروكلي (طعمه مرّ) مع الجبن المبشور فوقه، يعتبر هذا مزيجاً لذيذاً يعجب براعم تذوق الصغار، وغالباً يحبونه.
بشكل عام إن كنتي قلقة بشأن النظام الغذائي الخاص بطفلك، فالأفضل أن تخبري طبيبه، ليساعدك في معرفة الأخطاء وتصحيحها للتأكد من حصول طفلك على جميع العناصر الغذائية اللازمة لنموه وتطوره.
وتذكري دوماً أن الانتقائية في الطعام هي مرحلة طبيعية يمر فيها كلّ الأطفال الصغار أثناء نموهم، كل ما عليك فعله هو محاولتك دائماً لإرشاد طفلك كي يبني عادات أكل صحية.