اضطراب طيف التوحد عند الأطفال
اضطراب طيف التوحد عند الأطفال
اضطراب طيف التوحد، هو إعاقة في النمو يمكن أن تؤثر على مهارات الطفل الاجتماعية والتواصل والسلوك، قد لا يلاحظ الأهل تأخر أطفالهم المصابين في مهارات التواصل الاجتماعي خلال السنة الأولى من حياتهم، ذلك لأن معظم الأطفال الذين يعانون من طيف التوحد، يجلسون و يزحفون ويمشون في الوقت المحدد مثل بقية الأطفال، لكن بالنظر إلى الوراء يمكن للعديد من الآباء تذكر الاختلافات المبكرة في التفاعل والتواصل التي لاحظوها لدى أطفالهم.
الأطفال المصابين بالتوحد، هم وأهلهم باستطاعتهم أن يكونوا أصحاء ومرنين وسريعي التكيف.
هناك حاجة إلى مزيد من الأبحاث لفهم مسار تطور قدرات الأطفال الذين تم تشخيصهم بطيف التوحد، لكن مع ذلك تظهر الدراسات الحديثة أن العديد من الأطفال الذين تم تشخيصهم يتمتعون بصحة وحالة جيدة ويبلون بلاءً حسناً خلال طفولتهم.
بشكل عام، زاد عدد الأطفال الذين تم التبليغ عن إصابتهم بمرض التوحد منذ أوائل التسعينات.
يمكن أن تكون هذه الزيادة بسبب العديد من العوامل، فعلى سبيل المثال:
- أصبح الكثير من الأهالي أكثر وعياً باضطراب طيف التوحد.
- أصبح أطباء الأطفال يجرون المزيد من الفحوصات للكشف عن اضطراب طيف التوحد، على النحو الموصى به من قبل الأكاديمية الأمريكية لطب الأطفال، وبدأ التشخيص يكون في وقت أبكر.
- أصبحت المدارس أكثر وعياً باضطراب طيف التوحد، وأصبح الأطفال يتلقون خدمات تعليمية خاصة أكثر ملاءمة لوضعهم.
- صارت هناك تغييرات في كيفية تعريف اضطراب طيف التوحد وتشخيصه.
ماالذي يسبب التوحد؟
الأطفال الذين يعانون من طيف التوحد ليس لديهم أسباب مشتركة أدت إلى تشخيصهم، قد تؤدي العديد من العوامل إلى تشخيص المرض.
يستمر الأطباء في معرفة المزيد عن هذا الاضطراب، وما نعرفه حالياً هو النقاط التالية:
- لا تسبب العائلات اضطراب طيف التوحد.
- لا تسبب اللقاحات الاضطراب أيضاً.
- قد يلعب التاريخ الطبي للعائلة دوراً، حيث تزداد نسبة تشخيص شقيق الطفل المصاب باضطراب التوحد من 10 إلى 20 مرة عن عامة السكان، و من المرجح أن يتشارك أقارب الأطفال المصابين بالاضطراب بعض الخصائص الاجتماعية والسلوكية المماثلة لتلك التي تظهر بين الأطفال المصابين، ومع ذلك قد لا يتم تشخيصهم عندما لا تكون الخصائص شديدة وواضحة بما فيه الكفاية.
- لا يعاني معظم الأطفال المصابين باضطراب التوحد من حالة طبية أو وراثية تفسر السبب، ومع ذلك قد يحدث الاضطراب في كثير من الأحيان عند الأطفال الذين يعانون من حالات طبية معينة مثل متلازمة كروموسوم إكس الهش، معقد التصلب الحدبي، متلازمة داون و غيرها من الاضطرابات الوراثية، بالإضافة أن الرضع المولودين باكراً معرضين للتشخيص بالاضطراب أكثر من غيرهم.
- هناك اختلافات معينة في وظائف دماغ الطفل المصاب بالتوحد والطفل الغير مصاب.
- العوامل البيئية التي قد تسهم في اضطراب طيف التوحد ليست مفهومة جيداً بعد، ومازالت ضمن مجال البحث.
التغييرات في كيفية تعريف وتشخيص اضطراب التوحد
أصبح الأطباء يستخدمون كتاباً يسمى الدليل التشخيصي والإحصائي للاضطرابات العقلية، الإصدار الخامس منه، للمساعدة في تشخيص الاضطراب.
في الماضي كان يتم تشخيص الأطفال الذين يعانون من اضطرابات شديدة فقط، لكن في عام 2013 تغيرت معايير التشخيص وفقاً للأبحاث و الخبرة السريرية في العقدين الماضيين، وذلك منذ نشر الدليل التشخيصي والإحصائي للاضطرابات النفسية الرابع في عام 1994.
الآن يتم تشخيص الأطفال الذين لديهم خصائص معينة مميزة، على أنهم مصابين بطيف التوحد.
عدة حالات كانت تعتبر من أنواع اضطراب طيف التوحد حسب الدليل التشخيصي والإحصائي للاضطرابات النفسية:
- اضطراب نمائي واسع الانتشار.
- متلازمة أسبرجر.
- اضطراب الطفولة التفككي.
مع نشر الإصدار الخامس من الدليل التشخيصي والإحصائي للاضطرابات النفسية في عام 2013، لم تعد المصطلحات المذكورة أعلاه مستخدمة، وتم تجميع هذه الحالات كلها ضمن مسمى طيف التوحد، قد يعرّف العديد من الأشخاص أنفسهم على أنهم مصابون بمتلازمة أسبرجر، ولكن يجب على المختصين عدم استخدام هذا المصطلح عند إجراء التشخيص.
فوائد التشخيص المبكر لاضطراب طيف التوحد
- التدخل المبكر
لكل طفل احتياجات مختلفة عن غيره من الأطفال المصابين بالاضطراب، لذلك كلما تمّ تحديد الاضطراب بوقت أبكر خلال طفولته، كلما بدأ في برنامج التدخل المبكر المخصص حسب أعراض الطفل المصاب بشكل أسرع.
توصي الأكاديمية الأمريكية لطب الأطفال بفحص جميع الأطفال لاضطراب طيف التوحد عند زيارتهم للطبيب بدءاً من السنة ونصف وحتى سنتين، لأن الأبحاث تظهر أن بدء برنامج التدخل في أقرب وقت ممكن يعطي نتائج أفضل للأطفال المصابين بالاضطراب.
- معرفة الظروف الطبية التي تكون مع طيف التوحد
قد يعاني الأطفال المصابون بالإضافة إلى اضطراب التوحد، من مشاكل طبية أخرى تحتاج إلى مزيد من التقييم والعلاج، هذه الحالات المشتركة الشائع حدوثها مع الاضطراب تسمى بالأمراض المصاحبة، مثل النوبات، ومشاكل النوم، ومشاكل الجهاز الهضمي من مشاكل تغذية وآلام بطن وإمساك وإسهال، والمشاكل الصحية السلوكية مثل القلق واضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه، والتهيج والعدوانية.
قد تعرّض بعض هذه الحالات الطبية، الأطفال المصابين بالاضطراب، لخطر متزايد للإصابة بأمراض أكثر خطورة أو مضاعفات مثل عدوى كوفيد-19.
كيف أثر فحص الكوفيد-19 على اضطراب التوحد؟
أثناء جائحة كوفيد-19، ربما كان الأهالي قلقين بشأن سلامة أطفالهم عند أخذهم إلى طبيب الأطفال لزيارات الرعاية الدورية، تشير البيانات إلى أن هذا قد أثر سلباً على تواتر وتوقيت فحص الأطفال من أجل التوحد والتأخيرات الأخرى المتعلقة بالنمو.
- التأخير في زيارات رعاية الطفل و فحوصات التوحد
قبل شهر مارس 2020 ، كان هناك تقدم في تقييم ومعرفة المزيد من الأطفال الصغار المصابين بطيف التوحد مما كان عليه في الماضي، لكن بعد مارس 2020، تعطل هذا التقدّم كثيراً بسبب الجائحة، ومن الممكن أن يكون هناك آثار طويلة الأمد، لتأخير تقييم الأطفال في الوقت المناسب ، بالإضافة لتأخير توصيل الأطفال بالخدمات والدعم الذي يحتاجون إليه.
- انقطاع وتوقف الخدمات المدرسية والدعم
تسببت الجائحة في تعطيل المدارس والكثير من أنشطة الدعم، وقد أدى إغلاق المدارس وغياب التفاعل الشخصي بين الأستاذ والطلاب إلى زيادة صعوبة إدراك المعلمين للاختلافات الاجتماعية لدى طلابهم، وسبب هذا زيادة في ضياع الفرص للتعرف المبكر.
كذلك أصبح الوصول إلى الخدمات المدرسية والعلاجات أكثر صعوبة للعديد من الأسر بسبب الوباء.
لقد أبرزت الجائحة أنه من المهم البقاء على تواصل، خصوصاً خلال الأوقات التي يكون فيها تغيّرات، لذا في حال كانت لديك أية مخاوف بشأن نمو طفلك أو سلوكه، لا تتردد في تحديد زيارة لطفلك مع طبيب الأطفال، و يمكنك أن تطلب أن يكون اللقاء عبر الإنترنت إن كان هذا ما تفضله.
https://www.healthychildren.org/English/health-issues/conditions/Autism/Pages/Autism-Spectrum-Disorder.aspx